الخميس، 28 مارس 2013
كيف أنتم أيها العرب
كَفْكِف دموعَكَ وانسحِبْ يا عنترة
فعيونُ عبلةَ أصبحَتْ مُستعمَرَة
لا ترجُ بسمةَ ثغرِها يوماً، فقدْ
سقطَت مـن العِقدِ الثمينِ الجوهرة
قبِّلْ سيوفَ الغاصبينَ.. ليصفَحوا
واخفِضْ جَنَاحَ الخِزْيِ وارجُ المعذرة
ولْتبتلع أبياتَ فخرِكَ صامتاً
فالشعرُ في عصرِ القنابلِ ثرثرة
والسيفُ في وجهِ البنادقِ عاجزٌ
فقدَ الهُويّةَ والقُوى والسيطرة
فاجمعْ مَفاخِرَكَ القديمةَ كلَّها
واجعلْ لها مِن قاعِ صدرِكَ مقبرة
وابعثْ لعبلةَ في العراقِ تأسُّفاً!
وابعثْ لها في القدسِ قبلَ الغرغرة
اكتبْ لها ما كنتَ تكتبُه لها
تحتَ الظلالِ، وفي الليالي المقمرة
يا دارَ عبلةَ بالعراقِ تكلّمي
هل أصبحَتْ جنّاتُ بابل مقفرة؟
هـل نَهْرُ عبلةَ تُستباحُ مِياهُهُ
وكلابُ أمريكا تُدنِّس كوثرَه؟
يا فارسَ البيداءِ.. صِرتَ فريسةً
عبداً ذليلاً أسوداً ما أحقرَه
متطرِّفاً.. متخلِّفاً.. ومخالِفاً
نسبوا لكَ الإرهابَ صِرتَ مُعسكَرَه
عَبْسٌ تخلّت عنكَ.. هذا دأبُهم
حُمُرٌ ـ لَعمرُكَ ـ كلُّها مستنفِرَة
في الجاهليةِ..كنتَ وحدكَ قادراً
أن تهزِمَ الجيشَ العظيمَ وتأسِرَه
لن تستطيعَ الآنَ وحدكَ قهرَهُ
فالزحفُ موجٌ..والقنابلُ ممطرة
وحصانُكَ العَرَبيُّ ضاعَ صهيلُهُ
بينَ الدويِّ وبينَ صرخةِ مُجبرَة
هلاّ سألتِ الخيلَ يا ابنةَ مالكٍ
كيفَ الصمودُ؟ وأينَ أينَ المقدرة!
هذا الحصانُ يرى المَدافعَ حولَهُ
متأهبباتٍ..والقذائفَ مُشهَرَة
لو كانَ يدري ما المحاورةُ اشتكى
ولَصاحَ في وجهِ القطيعِ وحذَّرَه
يا ويحَ عبسٍ.. أسلَمُوا أعداءَهم
مفتاحَ خيمتِهم، ومَدُّوا القنطرة
فأتى العدوُّ مُسلَّحاً، بشقاقِهم
ونفاقِهم ، وأقام فيهم مِنبرَه
ذاقوا وَبَالَ ركوعِهم وخُنوعِهم
فالعيشُ مُرٌّ.. والهزائمُ مُنكَرَة
هذِي يدُ الأوطانِ تجزي أهلَها
مَن يقترفْ في حقّها شرّا..يَرَه
ضاعت عُبَيلةُ.. والنياقُ.. ودارُها
لم يبقَ شيءٌ بَعدَها كي نخسرَه
فدَعوا ضميرَ العُربِ يرقدُ ساكناً
في قبرِهِ.. وادْعوا لهُ.. بالمغفرة
عَجَزَ الكلامُ عن الكلامِ.. وريشتي
لم تُبقِ دمعاً أو دماً في المحبرة
وعيونُ عبلةَ لا تزالُ دموعُها
تترقَّبُ الجِسْرَ البعيدَ.. لِتَعبُرَه
الأربعاء، 27 مارس 2013
ياحبيبتي يا مصر
وأنا مصر عندي أحب وأجمل الأشياء
باحبها وهي مالكه الأرض شرق وغرب
وباحبها وهي مرميه جريحة ف حرب
باحبها بعنف وبرقة وعلى استحياء
وأكرهها وألعن أبوها بعشق زي الدَّاء
واسيبها واطفش في درب وتبقى هي ف درب
وتلتفت تلاقيني جنبها في الكرب
والنبض ينفض عروقي بألف نغمة وضرب
على اسم مصر
مصر النَّسيم في الليالي وبياعين الفل
ومرايه بهتانة ع القهوة - أزورها - واطل
القى النديم طل من مطرح منا طليت
والقاها برواز معلق عندنا في البيت
فيه القمر مصطفى كامل حبيب الكل
المصري باشا بشواربه اللي ما عرفوا الذُّل
ومصر فوق في الفراندة واسمها جولييت
ولما جيت بعد روميو بربع قرن بكيت
ومسحت دمعي في كمي ومن ساعتها وعيت
على اسم مصر
مصر السَّما الفزدقي وعصافير معدية
والقلة مملية على الشِّباك - مندية
والجد قاعد مربع يقرا في الجرنال
الكاتب المصري ذاته مندمج في مقال
ومصر قدامه أكتر كلمة مقرية
قريتها من قبل ما اكتب اسمي بإيديا
ورسمتها في الخيال على أبدع الأشكال
ونزلت أيام صبايا طفت كل مجال
زي المنادي وفؤادي يرتجف بجلال
على اسم مصر
النَّخل في العالي والنِّيل ماشي طوالي
معكوسة فيه الصِّـور - مقلوبة وانا مالي
يا ولاد أنا ف حالي زي النَّقش في العواميد
زي الهلال اللي فوق مدنة بنوها عبيد
وزي باقي العبيد باجري على عيالي
باجري وخطوي وئيد من تقل أحمالي
محنيه قامتي - وهامتي كأن فيها حديد
وعينيا رمل العريش فيها وملح رشيد
لكني بافتحها زي اللي اتولد من جديد
على اسم مصر
الاثنين، 25 مارس 2013
الجمعة، 22 مارس 2013
من سورة الحشر
لَأَنتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِم مِّنَ اللَّـهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ
قَوْمٌ لَّا يَفْقَهُونَ ﴿١٣﴾
لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاءِ
جُدُرٍ بَأْسُهُم بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى
ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْقِلُونَ ﴿١٤﴾
كَمَثَلِ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ قَرِيبًا ذَاقُوا وَبَالَ أَمْرِهِمْ وَلَهُمْ
عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿١٥﴾
كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ
إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّـهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ ﴿١٦﴾
فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا
وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ ﴿١٧﴾
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا
قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّـهَ إِنَّ اللَّـهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴿١٨﴾ وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّـهَ
فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ أُولَـئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴿١٩﴾
لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ
هُمُ الْفَائِزُونَ ﴿٢٠﴾
الخميس، 21 مارس 2013
صور نادرة
صورة
نادرة وجميله جدااا تجمع كوكب الشرق ام كلثوم والشيخ زايد فى احدى زيارات
ام كلثوم لدوله الامرات الشقيقة ويظهر فى الصورة ايضا ابن شقيقة كوكب الشرق
المهندس محمد الدسوقى
أم كلثوم
أم كلثوم كمان
ومين دول حذر فذر
ميدان التحرير في الخمسينيات
وكمان زيارة نيكسون لمصر
هذة دعاية لاتوجد إلا في مصر وعجبي
وآدي يا سيدي اثنين أبو الهول وصلحه
أم كلثوم
أم كلثوم كمان
ومين دول حذر فذر
ميدان التحرير في الخمسينيات
وكمان زيارة نيكسون لمصر
هذة دعاية لاتوجد إلا في مصر وعجبي
وآدي يا سيدي اثنين أبو الهول وصلحه
الشَّاعرة " ولادة بنت المستكفي "
ولادة بنت المستكفي
؟ - 484 هـ / ؟ - 1091 م
ولادة بنت المستكفي بالله محمد بن عبد الرحمن الأموي.
شاعرة أندلسية، من بيت الخلافة، كانت تخالط الشعراء وتجالسهم، اشتهرت بأخبارها مع الوزيرين ابن زيدون وابن عبدوس، وكانا يهويانها، وهي تود الأول وتكره الثاني، حتى وقع بينهما ما وقع وكتب ابن زيدون رسالته التهكمية المعروفة إلى ابن عبدوس.
وفي شعر ولادة رقة وعذوبة إلا ما كانت تهجو به. توفيت بقرطبة.
ولعبد الرزاق الهلالي (ولادة وابن زيدون -ط) رسالة.
لحاظُكم تجرحُنا في الحشا
لَو كنت تنصفُ في الهوى ما بيننا
ترقّب إذا جنّ الظلام زيارتي
أَلا هَل لنا من بعد هذا التفرّق
إنّ ابن زيدون له فقحة
إنّ اِبن زيدون على فضلهِ
؟ - 484 هـ / ؟ - 1091 م
ولادة بنت المستكفي بالله محمد بن عبد الرحمن الأموي.
شاعرة أندلسية، من بيت الخلافة، كانت تخالط الشعراء وتجالسهم، اشتهرت بأخبارها مع الوزيرين ابن زيدون وابن عبدوس، وكانا يهويانها، وهي تود الأول وتكره الثاني، حتى وقع بينهما ما وقع وكتب ابن زيدون رسالته التهكمية المعروفة إلى ابن عبدوس.
وفي شعر ولادة رقة وعذوبة إلا ما كانت تهجو به. توفيت بقرطبة.
ولعبد الرزاق الهلالي (ولادة وابن زيدون -ط) رسالة.
لحاظُكم تجرحُنا في الحشا
لحاظُكم تجرحُنا في الحشا | وَلَحظنا يجرحكم في الخدود |
جرح بجرحٍ فاِجعلوا ذا بذا | فما الّذي أوجبَ جرح الصدود |
لَو كنت تنصفُ في الهوى ما بيننا | لم تهوَ جاريتي ولم تتخيّرِ |
وَتركتَ غصناً مثمراً بجماله | وجنحتَ للغصنِ الذي لم يثمرِ |
ولقد علمت بأنّني بدر السما | لَكن دهيت لشقوتي بالمشتري |
ترقّب إذا جنّ الظلام زيارتي | فإنّي رأيت الليل أكتم للسرِّ |
وَبي منك ما لو كانَ بالشمسِ لم تلح | وبالبدر لم يطلع وَبالنجم لم يسرِ |
أَلا هَل لنا من بعد هذا التفرّق | سبيلٌ فيشكو كلّ صبّ بما لقي |
وَقد كنت أوقات التزاورِ في الشتا | أبيتُ على جمرٍ من الشوق محرقِ |
فَكيفَ وقد أمسيت في حال قطعة | لَقد عجّل المقدور ما كنت أتّقي |
تمرُّ الليالي لا أرى البين ينقضي | وَلا الصبر من رقّ التشوّق معتقي |
سَقى اللَه أرضاً قد غدت لك منزلاً | بكلّ سكوب هاطل الوبل مغدقِ |
إنّ ابن زيدون له فقحة | تعشقُ قضبان السراويلِ |
لَو أبصرت أيراً على نخلة | صارَت منَ الطيرِ الأبابيلِ |
إنّ اِبن زيدون على فضلهِ | يغتابني ظلماً ولا ذنب لي |
يلحظُني شزراً إذا جئته | كأنّني جئت لأخصي علي |
من اشهر اقول عميد الادب العربى ( طه حسين )
من اشهر اقول عميد الادب العربى ( طه حسين )
قد يكون المرء غبياً في طبعه لكن الغباء غباء القلب.
السعادة هي ذلك الاحساس الغريب الذي يراودنا حينما تشغلنا ظروف الحياة عن أن نكون أشقياء.
هذه هي الحياة أنك تتنازل عن متعك الواحدة بعد الأخرى حتى لا يبقي منها شيء وعندئذ تعلم أنه قد حان وقت الرحيل.
اياك و الرضى عن نفسك فانه يضطرك الى الخمول، واياك والعجب فانه يورطك في الحمق، واياك والغرور فانه يظهر للناس كلهم نقائصك كلها ولا يخفيها الا عليك.
صورة نادرة لعميد الادب العربى طه حسين وزوجتة سوزان بريسو الفرنسية السويسرية التي ساعدته على الإطلاع أكثر فأكثر بالفرنسية واللاتينية، فتمكن من الثقافة الغربية إلى حد بعيد.
كان لهذه السيدة عظيم الأثر في حياته فقامت له بدور القارئ فقرأت عليه الكثير من المراجع، وأمدته بالكتب التي تم كتابتها بطريقة بريل حتى تساعده على القراءة بنفسه، كما كانت الزوجة والصديق الذي دفعه للتقدم دائماً وقد أحبها طه حسين حباً جماً، ومما قاله فيها أنه "منذ أن سمع صوتها لم يعرف قلبه الألم"، وكان لطه حسين اثنان من الأبناء هما: أمينة ومؤنس.
قد يكون المرء غبياً في طبعه لكن الغباء غباء القلب.
السعادة هي ذلك الاحساس الغريب الذي يراودنا حينما تشغلنا ظروف الحياة عن أن نكون أشقياء.
هذه هي الحياة أنك تتنازل عن متعك الواحدة بعد الأخرى حتى لا يبقي منها شيء وعندئذ تعلم أنه قد حان وقت الرحيل.
اياك و الرضى عن نفسك فانه يضطرك الى الخمول، واياك والعجب فانه يورطك في الحمق، واياك والغرور فانه يظهر للناس كلهم نقائصك كلها ولا يخفيها الا عليك.
صورة نادرة لعميد الادب العربى طه حسين وزوجتة سوزان بريسو الفرنسية السويسرية التي ساعدته على الإطلاع أكثر فأكثر بالفرنسية واللاتينية، فتمكن من الثقافة الغربية إلى حد بعيد.
كان لهذه السيدة عظيم الأثر في حياته فقامت له بدور القارئ فقرأت عليه الكثير من المراجع، وأمدته بالكتب التي تم كتابتها بطريقة بريل حتى تساعده على القراءة بنفسه، كما كانت الزوجة والصديق الذي دفعه للتقدم دائماً وقد أحبها طه حسين حباً جماً، ومما قاله فيها أنه "منذ أن سمع صوتها لم يعرف قلبه الألم"، وكان لطه حسين اثنان من الأبناء هما: أمينة ومؤنس.
شعر أبن زيدون ( أضْحَى التّنائي بَديلاً عنْ تَدانِينَا )
أضْحَى التّنائي بَديلاً عنْ تَدانِينَا، | وَنَابَ عَنْ طيبِ لُقْيانَا تجافينَا |
ألاّ وَقَد حانَ صُبحُ البَينِ، صَبّحَنا | حَيْنٌ، فَقَامَ بِنَا للحَيْنِ نَاعيِنَا |
مَنْ مبلغُ الملبسِينا، بانتزاحِهمُ، | حُزْناً، معَ الدهرِ لا يبلى ويُبْلينَا |
أَنَّ الزَمانَ الَّذي مازالَ يُضحِكُنا | أُنساً بِقُربِهِمُ قَد عادَ يُبكينا |
غِيظَ العِدا مِنْ تَساقِينا الهوَى فدعَوْا | بِأنْ نَغَصَّ، فَقالَ الدهر آمينَا |
فَانحَلّ ما كانَ مَعقُوداً بأَنْفُسِنَا؛ | وَانْبَتّ ما كانَ مَوْصُولاً بأيْدِينَا |
وَقَدْ نَكُونُ، وَمَا يُخشَى تَفَرّقُنا، | فاليومَ نحنُ، ومَا يُرْجى تَلاقينَا |
يا ليتَ شعرِي، ولم نُعتِبْ أعاديَكم، | هَلْ نَالَ حَظّاً منَ العُتبَى أعادينَا |
لم نعتقدْ بعدكمْ إلاّ الوفاء لكُمْ | رَأياً، ولَمْ نَتَقلّدْ غَيرَهُ دِينَا |
ما حقّنا أن تُقِرّوا عينَ ذي حَسَدٍ | بِنا، ولا أن تَسُرّوا كاشِحاً فِينَا |
كُنّا نرَى اليَأسَ تُسْلِينا عَوَارِضُه، | وَقَدْ يَئِسْنَا فَمَا لليأسِ يُغْرِينَا |
بِنْتُم وَبِنّا، فَما ابتَلّتْ جَوَانِحُنَا | شَوْقاً إلَيكُمْ، وَلا جَفّتْ مآقِينَا |
نَكادُ، حِينَ تُنَاجِيكُمْ ضَمائرُنا، | يَقضي علَينا الأسَى لَوْلا تأسّينَا |
حَالَتْ لِفقدِكُمُ أيّامُنا، فغَدَتْ | سُوداً، وكانتْ بكُمْ بِيضاً لَيَالِينَا |
إذْ جانِبُ العَيشِ طَلْقٌ من تألُّفِنا؛ | وَمَرْبَعُ اللّهْوِ صَافٍ مِنْ تَصَافِينَا |
وَإذْ هَصَرْنَا فُنُونَ الوَصْلِ دانية ً | قِطَافُها، فَجَنَيْنَا مِنْهُ ما شِينَا |
ليُسقَ عَهدُكُمُ عَهدُ السّرُورِ فَما | كُنْتُمْ لأروَاحِنَا إلاّ رَياحينَا |
لا تَحْسَبُوا نَأيَكُمْ عَنّا يغيّرُنا؛ | أنْ طالَما غَيّرَ النّأيُ المُحِبّينَا! |
وَاللهِ مَا طَلَبَتْ أهْواؤنَا بَدَلاً | مِنْكُمْ، وَلا انصرَفتْ عنكمْ أمانينَا |
يا سارِيَ البَرْقِ غادِ القصرَ وَاسقِ به | مَن كانَ صِرْف الهَوى وَالوُدَّ يَسقينَا |
وَاسألْ هُنالِكَ: هَلْ عَنّى تَذكُّرُنا | إلفاً، تذكُّرُهُ أمسَى يعنّينَا؟ |
وَيَا نسيمَ الصَّبَا بلّغْ تحيّتَنَا | مَنْ لَوْ على البُعْدِ حَيّا كان يحيِينا |
فهلْ أرى الدّهرَ يقضينا مساعفَة ً | مِنْهُ، وإنْ لم يكُنْ غبّاً تقاضِينَا |
رَبيبُ مُلكٍ، كَأنّ اللَّهَ أنْشَأهُ | مِسكاً، وَقَدّرَ إنشاءَ الوَرَى طِينَا |
أوْ صَاغَهُ وَرِقاً مَحْضاً، وَتَوجهُ | مِنْ نَاصِعِ التّبرِ إبْداعاً وتَحسِينَا |
إذَا تَأوّدَ آدَتْهُ، رَفاهِيّة ً، | تُومُ العُقُودِ، وَأدمتَهُ البُرَى لِينَا |
كانتْ لَهُ الشّمسُ ظئراً في أكِلّته، | بَلْ ما تَجَلّى لها إلاّ أحايِينَا |
كأنّما أثبتَتْ، في صَحنِ وجنتِهِ، | زُهْرُ الكَوَاكِبِ تَعوِيذاً وَتَزَيِينَا |
ما ضَرّ أنْ لمْ نَكُنْ أكفاءه شرَفاً، | وَفي المَوَدّة ِ كافٍ مِنْ تَكَافِينَا؟ |
يا رَوْضَة ً طالَما أجْنَتْ لَوَاحِظَنَا | وَرْداً، جَلاهُ الصِّبا غضّاً، وَنَسْرِينَا |
ويَا حياة ً تملّيْنَا، بزهرَتِهَا، | مُنى ً ضروبَاً، ولذّاتٍ أفانينَا |
ويَا نعِيماً خطرْنَا، مِنْ غَضارَتِهِ، | في وَشْيِ نُعْمَى ، سحَبنا ذَيلَه حينَا |
لَسنا نُسَمّيكِ إجْلالاً وَتَكْرِمَة ً؛ | وَقَدْرُكِ المُعْتَلي عَنْ ذاك يُغْنِينَا |
إذا انفرَدَتِ وما شُورِكتِ في صِفَة ٍ، | فحسبُنا الوَصْفُ إيضَاحاً وتبْيينَا |
يا جنّة َ الخلدِ أُبدِلنا، بسدرَتِها | والكوثرِ العذبِ، زقّوماً وغسلينَا |
كأنّنَا لم نبِتْ، والوصلُ ثالثُنَا، | وَالسّعدُ قَدْ غَضَّ من أجفانِ وَاشينَا |
إنْ كان قد عزّ في الدّنيا اللّقاءُ بكمْ | في مَوْقِفِ الحَشرِ نَلقاكُمْ وَتَلْقُونَا |
سِرّانِ في خاطِرِ الظّلماءِ يَكتُمُنا، | حتى يكادَ لسانُ الصّبحِ يفشينَا |
لا غَرْوَ في أنْ ذكرْنا الحزْنَ حينَ نهتْ | عنهُ النُّهَى ، وَتركْنا الصّبْرَ ناسِينَا |
إنّا قرَأنا الأسَى ، يوْمَ النّوى ، سُورَاً | مَكتوبَة ً، وَأخَذْنَا الصّبرَ تلقينا |
أمّا هواكِ، فلمْ نعدِلْ بمَنْهَلِهِ | شُرْباً وَإنْ كانَ يُرْوِينَا فيُظمِينَا |
لمْ نَجْفُ أفقَ جمالٍ أنتِ كوكبُهُ | سالِينَ عنهُ، وَلم نهجُرْهُ قالِينَا |
وَلا اخْتِياراً تَجَنّبْناهُ عَنْ كَثَبٍ، | لكنْ عَدَتْنَا، على كُرْهٍ، عَوَادِينَا |
نأسَى عَليكِ إذا حُثّتْ، مُشَعْشَعَة ً، | فِينا الشَّمُولُ، وغنَّانَا مُغنّينَا |
لا أكْؤسُ الرّاحِ تُبدي من شمائِلِنَا | سِيّما ارْتياحٍ، وَلا الأوْتارُ تُلْهِينَا |
دومي على العهدِ، ما دُمنا، مُحافِظة ً، | فالحرُّ مَنْ دانَ إنْصافاً كما دينَا |
فَما استعضْنا خَليلاً منكِ يحبسُنا | وَلا استفدْنا حبِيباً عنكِ يثنينَا |
وَلَوْ صبَا نحوَنَا، من عُلوِ مطلعه، | بدرُ الدُّجى لم يكنْ حاشاكِ يصبِينَا |
أبْكي وَفاءً، وَإنْ لم تَبْذُلي صِلَة ً، | فَالطّيفُ يُقْنِعُنَا، وَالذّكرُ يَكفِينَا |
وَفي الجَوَابِ مَتَاعٌ، إنْ شَفَعتِ بهِ | بيضَ الأيادي، التي ما زِلتِ تُولينَا |
إليكِ منّا سَلامُ اللَّهِ ما بَقِيَتْ | صَبَابَة ٌ بِكِ نُخْفِيهَا، فَتَخْفِينَا |
ماذا تعرف عن الشَّاعر " أحمد ذكي أبو شادي "
أحمد زكي أبو شادي
( 1892-1955)
ولد أحمد زكي بحي عابدين بالقاهرة في التاسع من شباط سنة 1892 وكان والده محمد أبو شادي (بك) نقيباً للمحامين وأحد كبار الوفد البارزين, وتلقى أحمد زكي تعليمه الابتدائي بمدرسة الهياتم الأولية بحي الحنفي ثم بمدرسة عابدين الابتدائية, وأكمل تعليمه الثانوي بالمدرسة التوفيقية الثانوية بشبرا في القسم الداخلي بعد افتراق والديه بعضهما عن بعض سنة 1905, وتخرج فيها من القسم العلمي سنة 1911, وكان في أثناء دراسته الثانوية ينظم الشعر ويؤلف الكتب ويكتب المقالات في الصحف. وكان يشارك في الحركة الوطنية مؤيداً الزعيم مصطفى كامل.
والتحق أحمد زكي بمدرسة الطب بقصر العيني، وقد تعرف في مجالس أبيه على أشهر شعراء عصره: شوقي وحافظ ومطران.
وفي سنة 1913 وعمره عشرون سنة سافر إلى انجلترا ليدرس الطب, حيث أتقن اللغة الانجليزية واطلع على آدابها, ثم تخصص في البكتريولوجيا, ثم تحول إلى النحالة وأسس «نادي النحل الدولي»، كما أسس جمعية آداب اللغة العربية. وفي سنة 1922 عاد إلى مصر أو أعيد إليها لنشاطه الوطني. وأنشأ في سنة 1933 مجلته «ابوللو» ودعا فيها إلى التجديد في الشعر العربي والتخلص من التقاليد التي تحجرت, فووجهت دعوته بحرب قاسية من الشعراء المحافظين ومن أنصار التجديد (مدرسة الديوان التي يرأسها العقاد والمازني) فأصيب بخيبة أمل شديدة. وهاجر إلى الولايات المتحدة سنة 1946 حيث قضى فيها بقية عمره.
وكان أبو شادي شاعراً صادق الحس رقيق الشعور, وقد مكنته حياته في انجلترا وأمريكا من أن يقف على التيارات الفكرية المعاصرة فتأثر بها وتحمس لها. واشتغل بالأدب والنقد ونظم الشعر بالعربية والانجليزية, وأسس في أمريكا جماعة أدبية سماها «رابطة منيرفا» وقام بتدريس اللغة العربية في معهد آسيا بنيويورك, واختير عضواً عاملاً في «لجنة حقوق الإنسان». وكان هواه موزعاً بين أغراض مختلفة لا تقارب بينها, أراد أن يكون شاعراً فأخرج دواوين كثيرة أنفق عليها ما ورثه عن أبيه وما كسبه من أعماله وغلب على شعره في هذه الفترة الحنين إلى مصر.
ومن ذلك قوله:
وددت قبل مـماتي *** أراك يا "مصرُ" مَرَّة
وإن أكن في جنانٍ *** فريدةِ الحُسْنِ حُرَّة
ومن مؤلفاته : أطياف الربيع – أنين ورنين – أنداء الفجر – شعلة – الشفق الباكي – أشعة وظلال – فوق العباب.
كما أن له عدة مسرحيات : إحسان – الزباء ملكة تدمر – أردشير وحياة النفوس – الآلهة – اخناتون فرعون مصر. وقد صدر عدة دراسات عنه وعن تأثيره الفكري والثقافي في تطور الشعر العربي المعاصر من خلال مجلة «أبوللو».
وقد عاش أبو شادي حياته يكافح من أجل حياة كريمة, وقد باع كل ما يملك ما عدا إنسانيته وكرامته وقلمه, حتى مات في واشنطن في الثاني عشر من نيسان سنة 1955 وهو يهتف:
وطني لو دعيت أن افتديه *** ما تمنيت غير تخليد رمسي
( 1892-1955)
ولد أحمد زكي بحي عابدين بالقاهرة في التاسع من شباط سنة 1892 وكان والده محمد أبو شادي (بك) نقيباً للمحامين وأحد كبار الوفد البارزين, وتلقى أحمد زكي تعليمه الابتدائي بمدرسة الهياتم الأولية بحي الحنفي ثم بمدرسة عابدين الابتدائية, وأكمل تعليمه الثانوي بالمدرسة التوفيقية الثانوية بشبرا في القسم الداخلي بعد افتراق والديه بعضهما عن بعض سنة 1905, وتخرج فيها من القسم العلمي سنة 1911, وكان في أثناء دراسته الثانوية ينظم الشعر ويؤلف الكتب ويكتب المقالات في الصحف. وكان يشارك في الحركة الوطنية مؤيداً الزعيم مصطفى كامل.
والتحق أحمد زكي بمدرسة الطب بقصر العيني، وقد تعرف في مجالس أبيه على أشهر شعراء عصره: شوقي وحافظ ومطران.
وفي سنة 1913 وعمره عشرون سنة سافر إلى انجلترا ليدرس الطب, حيث أتقن اللغة الانجليزية واطلع على آدابها, ثم تخصص في البكتريولوجيا, ثم تحول إلى النحالة وأسس «نادي النحل الدولي»، كما أسس جمعية آداب اللغة العربية. وفي سنة 1922 عاد إلى مصر أو أعيد إليها لنشاطه الوطني. وأنشأ في سنة 1933 مجلته «ابوللو» ودعا فيها إلى التجديد في الشعر العربي والتخلص من التقاليد التي تحجرت, فووجهت دعوته بحرب قاسية من الشعراء المحافظين ومن أنصار التجديد (مدرسة الديوان التي يرأسها العقاد والمازني) فأصيب بخيبة أمل شديدة. وهاجر إلى الولايات المتحدة سنة 1946 حيث قضى فيها بقية عمره.
وكان أبو شادي شاعراً صادق الحس رقيق الشعور, وقد مكنته حياته في انجلترا وأمريكا من أن يقف على التيارات الفكرية المعاصرة فتأثر بها وتحمس لها. واشتغل بالأدب والنقد ونظم الشعر بالعربية والانجليزية, وأسس في أمريكا جماعة أدبية سماها «رابطة منيرفا» وقام بتدريس اللغة العربية في معهد آسيا بنيويورك, واختير عضواً عاملاً في «لجنة حقوق الإنسان». وكان هواه موزعاً بين أغراض مختلفة لا تقارب بينها, أراد أن يكون شاعراً فأخرج دواوين كثيرة أنفق عليها ما ورثه عن أبيه وما كسبه من أعماله وغلب على شعره في هذه الفترة الحنين إلى مصر.
ومن ذلك قوله:
وددت قبل مـماتي *** أراك يا "مصرُ" مَرَّة
وإن أكن في جنانٍ *** فريدةِ الحُسْنِ حُرَّة
ومن مؤلفاته : أطياف الربيع – أنين ورنين – أنداء الفجر – شعلة – الشفق الباكي – أشعة وظلال – فوق العباب.
كما أن له عدة مسرحيات : إحسان – الزباء ملكة تدمر – أردشير وحياة النفوس – الآلهة – اخناتون فرعون مصر. وقد صدر عدة دراسات عنه وعن تأثيره الفكري والثقافي في تطور الشعر العربي المعاصر من خلال مجلة «أبوللو».
وقد عاش أبو شادي حياته يكافح من أجل حياة كريمة, وقد باع كل ما يملك ما عدا إنسانيته وكرامته وقلمه, حتى مات في واشنطن في الثاني عشر من نيسان سنة 1955 وهو يهتف:
وطني لو دعيت أن افتديه *** ما تمنيت غير تخليد رمسي
الأربعاء، 20 مارس 2013
أجمل ما كتب جبران خليل جبران
وهاهى القصيدة كاملة
قصيدة ....... اعطني النَّاي
قصيدة ....... اعطني النَّاي
الخيرُ في النَّاسِ مصنوعٌ اذا جُبروا
و الشرُّ في النَّاسِ لا يفنى وإِن قُبروا
و الشرُّ في النَّاسِ لا يفنى وإِن قُبروا
وأكثرُ الناسِ آلاتٌ تحركها
أصابعُ الدَّهر يوماً ثم تنكسرُ
أصابعُ الدَّهر يوماً ثم تنكسرُ
فلا تقولنَّ هذا عالم علمٌ
ولا تقولنَّ ذاك السَّيد الوَقُرُ
ولا تقولنَّ ذاك السَّيد الوَقُرُ
فأفضل النَّاس قطعانٌ يسير بها
صوت الرُّعاة و من لم يمشِ يندثر
صوت الرُّعاة و من لم يمشِ يندثر
• * *
ليس في الغابات راعٍ
لا ولا فيها القطيعْ
لا ولا فيها القطيعْ
فالشِّتا يمشي و لكن
لا يُجاريهِ الرَّبيعْ
لا يُجاريهِ الرَّبيعْ
خُلقَ النَّاس عبيداً
للذي يأْبى الخضوعْ
للذي يأْبى الخضوعْ
فإذا ما هبَّ يوماً
سائراً سار الجميعْ
* * *
أعطني النَّايَ و غنِّ
فالغنا يرعى العقولْ
سائراً سار الجميعْ
* * *
أعطني النَّايَ و غنِّ
فالغنا يرعى العقولْ
وأنينُ الناي أبقى
من مجيدٍ و ذليلْ
من مجيدٍ و ذليلْ
* * *
و ما الحياةُ سوى نومٍ تراوده
أحلامُ من بمرادِ النَّفس يأتمرُ
أحلامُ من بمرادِ النَّفس يأتمرُ
و السرُّ في النفس حزن النفس يسترهُ
فإِن تولىَّ فبالأفراحِ يستترُ
فإِن تولىَّ فبالأفراحِ يستترُ
و السرُّ في العيشِ رغدُ العيشِ يحجبهُ
فإِن أُزيل توَّلى حجبهُ الكدرُ
فإِن أُزيل توَّلى حجبهُ الكدرُ
فإن ترفعتَ عن رغدٍ وعن كدرِ
جاورتَ ظلَّ الذي حارت بهِ الفكرُ
جاورتَ ظلَّ الذي حارت بهِ الفكرُ
* * *
ليس في الغابات حزنٌ
لا و لا فيها الهمومْ
لا و لا فيها الهمومْ
فإذا هبّ نسيمٌ
لم تجىءْ معه السمومْ
لم تجىءْ معه السمومْ
ليس حزن النفس الاَّ
ظلُّ وهمٍ لا يدومْ
ظلُّ وهمٍ لا يدومْ
و غيوم النفس تبدو
من ثناياها النجومْ
من ثناياها النجومْ
* * *
أعطني النَّاي و غنِّ
فالغنا يمحو المحنْ
فالغنا يمحو المحنْ
و أنين الناي يبقى
بعد أن يفنى الزمنْ
بعد أن يفنى الزمنْ
* * *
و قلَّ في الأرض مَن يرضى الحياة كما
تأتيهِ عفواً و لم يحكم بهِ الضجرُ
تأتيهِ عفواً و لم يحكم بهِ الضجرُ
لذاك قد حوَّلوا نهر الحياة الى
أكواب وهمٍ اذا طافوا بها خدروا
أكواب وهمٍ اذا طافوا بها خدروا
فالناس إن شربوا سُرَّوا كأنهمُ
رهنُ الهوى وعَلىَ التخدير قد فُطروا
رهنُ الهوى وعَلىَ التخدير قد فُطروا
فذا يُعربدُ إن صلَّى و ذاك إذا
أثرى و ذلك بالأحلام يختمرُ
أثرى و ذلك بالأحلام يختمرُ
فالأرض خمارةٌ و الدهر صاحبها
و ليس يرضى بها غير الألى سكروا
و ليس يرضى بها غير الألى سكروا
فإن رأَيت أخا صحوٍ فقلْ عجباً
هل استظلَّ بغيم ممطرٍ قمرُ
هل استظلَّ بغيم ممطرٍ قمرُ
* * *
ليس في الغابات سكرٌ
من خيال أو مدام
من خيال أو مدام
فالسواقي ليس فيها
غير إكسير الغمامْ
غير إكسير الغمامْ
إنما التخدير ُ ثديٌ
و حليبٌ للانامْ
و حليبٌ للانامْ
فإذا شاخوا و ماتوا
.بلغوا سن الفطامْ
.بلغوا سن الفطامْ
* * *
أعطني النايَ و غنِّ
فالغنا خير الشرابْ
فالغنا خير الشرابْ
و أنين الناي يبقى
بعد أن تفنى الهضاب
بعد أن تفنى الهضاب
* * *
و الدينُ في الناسِ حقلٌ ليس يزرعهُ
غيرُ الألى لهمُ في زرعهِ وطرُ
غيرُ الألى لهمُ في زرعهِ وطرُ
من آملٍ بنعيمِ الخلدِ مبتشرٍ
و من جهولٍ يخافُ النارَ تستعرُ
و من جهولٍ يخافُ النارَ تستعرُ
فالقومُ لولا عقابُ البعثِ ما عبدوا
رباًّ و لولا الثوابُ المرتجى كفروا
رباًّ و لولا الثوابُ المرتجى كفروا
كأنما الدينُ ضربٌ من تجارتهمْ
إِن واظبوا ربحوا أو أهملوا خسروا
* * *
ليس في الغابات دينٌ
لا ولا الكفر القبيحْ
إِن واظبوا ربحوا أو أهملوا خسروا
* * *
ليس في الغابات دينٌ
لا ولا الكفر القبيحْ
فاذا البلبل غنى
لم يقلْ هذا الصحيحْ
لم يقلْ هذا الصحيحْ
إنَّ دين الناس يأْتي
مثل ظلٍّ و يروحْ
مثل ظلٍّ و يروحْ
* * *
أعطني الناي و غنِّ
فالغنا خيرُ الصلاة
فالغنا خيرُ الصلاة
و أنينُ الناي يبقى
.بعد أن تفنى الحياةْ
.بعد أن تفنى الحياةْ
* * *
و العدلُ في الأرضِ يُبكي الجنَّ لو سمعوا
بهِ و يستضحكُ الاموات لو نظروا
بهِ و يستضحكُ الاموات لو نظروا
فالسجنُ و الموتُ للجانين إن صغروا
و المجدُ و الفخرُ و الإثراءُ إن كبروا
و المجدُ و الفخرُ و الإثراءُ إن كبروا
فسارقُ الزهر مذمومٌ و محتقرٌ
و سارق الحقل يُدعى الباسلُ الخطرُ
و سارق الحقل يُدعى الباسلُ الخطرُ
و قاتلُ الجسمِ مقتولٌ بفعلتهِ
و قاتلُ الروحِ لا تدري بهِ البشرُ
و قاتلُ الروحِ لا تدري بهِ البشرُ
* * *
ليس في الغابات عدلٌ
لا و لا فيها العقابْ
لا و لا فيها العقابْ
فاذا الصفصاف ألقى
ظله فوق الترابْ
ظله فوق الترابْ
لا يقول السروُ هذي
بدعةٌ ضد الكتابْ
بدعةٌ ضد الكتابْ
انَّ عدلَ الناسِ ثلجُ
إنْ رأتهُ الشمس ذابْ
إنْ رأتهُ الشمس ذابْ
* * *
أعطني الناي و غنِ
فالغنا عدلُ القلوبْ
فالغنا عدلُ القلوبْ
و أنين الناي يبقى
بعد أن تفنى الذنوبْ
بعد أن تفنى الذنوبْ
* * *
و الحقُّ للعزمِ و ألارواح ان قويتْ
سادتْ و إن ضعفتْ حلت بها الغِيرُ
سادتْ و إن ضعفتْ حلت بها الغِيرُ
ففي العرينة ريحٌ ليس يقربهُ
بنو الثعالبِ غابَ الأسدُ أم حضروا
بنو الثعالبِ غابَ الأسدُ أم حضروا
و في الزرازير جُبن و هي طائرة
و في البزاةِ شموخٌ و هي تحتضر
و في البزاةِ شموخٌ و هي تحتضر
و العزمُ في الروحِ حقٌ ليس ينكره
عزمُ السواعد شاءَ الناسُ أم نكروا
عزمُ السواعد شاءَ الناسُ أم نكروا
فإن رأيتَ ضعيفاً سائداً فعلى
قوم إذا ما رأَوا أشباههم نفروا
قوم إذا ما رأَوا أشباههم نفروا
* * *
ليس في الغابات عزمٌ
لا و لا فيها الضعيفْ
لا و لا فيها الضعيفْ
فاذا ما الأُسدُ صاحت
لم تقلْ هذا المخيفْ
لم تقلْ هذا المخيفْ
انَّ عزم الناس ظلٌّ
في فضا الفكر يطوفْ
في فضا الفكر يطوفْ
و حقوق الناس تبلى
مثل اوراق الخريفْ
مثل اوراق الخريفْ
* * *
أعطني الناي و غنِّ
فالغنا عزمُ النفوسْ
فالغنا عزمُ النفوسْ
و أنينُ الناي يبقى
بعد أن تفنى الشموسْ
بعد أن تفنى الشموسْ
* * *
و العلمُ في الناسِ سُـبْـلٌ بانَ أوَّلها
امَّا أواخرها فالدهرُ و القدرُ
امَّا أواخرها فالدهرُ و القدرُ
و أفضلُ العلم حلمٌ إن ظفرتَ بهِ
و سرتَ ما بين أبناء الكرى سخروا
و سرتَ ما بين أبناء الكرى سخروا
فان رأيتَ أخا الأحلام منفرداً
عن قومهِ و هو منبوذٌ و محتقرُ
عن قومهِ و هو منبوذٌ و محتقرُ
فهو النبيُّ و بُردُ الغَدّ يحجبهُ
عن أُمةٍ برداءِ الأمسِ تأتزرُ
عن أُمةٍ برداءِ الأمسِ تأتزرُ
و هو الغريبُ عن الدنيا وساكنِها
و هو المهاجرُ لامَ الناس أو عذروا
و هو المهاجرُ لامَ الناس أو عذروا
و هو الشديد و إن أبدى ملاينةً
و هو البعيدُ تدانى الناس أم هجروا
و هو البعيدُ تدانى الناس أم هجروا
* * *
ليس في الغابات علمٌ
لا و لا فيها الجهولْ
لا و لا فيها الجهولْ
فاذا الأغصانُ مالتْ
لم تقلْ هذا الجليلْ
لم تقلْ هذا الجليلْ
انّ علمَ الناس طرَّا
كضبابٍ في الحقولْ
كضبابٍ في الحقولْ
فاذا الشمس أطلتْ
من ورا آلأفقِ يزولْ
من ورا آلأفقِ يزولْ
* * *
أعطني النايَ وغنِّ
فالغنا خير العلومْ
فالغنا خير العلومْ
و أنينُ الناي يبقى
بعد أن تطفى النجومْ
بعد أن تطفى النجومْ
* * *
و الحُرُّ في الأرض يبني من منازعهِ
سجناً لهُ و هو لا يدري فيؤتسرُ
سجناً لهُ و هو لا يدري فيؤتسرُ
فان تحرَّر من أبناءِ بجدتهِ
يظلُّ عبداً لمن يهوى و يفتكرُ
يظلُّ عبداً لمن يهوى و يفتكرُ
فهو الأريب و لكن في تصلبهِ
حتى و للحقِّ بُطلٌ بل هو البطرُ
حتى و للحقِّ بُطلٌ بل هو البطرُ
و هو الطليقُ و لكن في تسرُّعهِ
حتى الى أوجِ مجدٍ خالدٍ صِغرُ
حتى الى أوجِ مجدٍ خالدٍ صِغرُ
* * *
ليس في الغابات حرٌّ
لا ولا العبد الدميمْ
لا ولا العبد الدميمْ
انما الأمجادُ سخفٌ
و فقاقيعٌ تعومْ
و فقاقيعٌ تعومْ
فاذا ما اللوز ألقى
زهره فوق الهشيمْ
زهره فوق الهشيمْ
لم يقلْ هذا حقيرٌ
وأنا المولى الكريمْ
وأنا المولى الكريمْ
* * *
أعطني الناي و غني
فالغنا مجدٌ أثيلْ
فالغنا مجدٌ أثيلْ
و أنين الناي ابقى
من زنيمٍ و جليلْ
من زنيمٍ و جليلْ
* * *
و اللطفُ في الناسِ أصداف و إن نعمتْ
أضلاعها لم تكن في جوفها الدررُ
أضلاعها لم تكن في جوفها الدررُ
فمن خبيثٍ له نفسان واحدةٌ
من العجين و أُخرى دونها الحجرُ
من العجين و أُخرى دونها الحجرُ
و من خفيفٍ و من مستأنث خنثِ
تكادُ تُدمي ثنايا ثوبهِ الإبرُ
تكادُ تُدمي ثنايا ثوبهِ الإبرُ
و اللطفُ للنذلِ درعٌ يستجيرُ بهِ
ان راعهُ وجلٌ او هالهُ الخطرُ
ان راعهُ وجلٌ او هالهُ الخطرُ
فان لقيتَ قوياًّ ليناً فبهِ
لأَعينٍ فقدتْ أبصارها البصرُ
لأَعينٍ فقدتْ أبصارها البصرُ
* * *
ليس في الغابِ لطيفٌ
لينهُ لين الجبانْ
لينهُ لين الجبانْ
فغصونُ البان تعلو
في جوار السنديانْ
في جوار السنديانْ
و اذا الطاووسُ أُعطي
حلةً كالارجوانْ
حلةً كالارجوانْ
فهوَ لا يدري أحسنٌ
فيهِ ام فيهِ افتتان
فيهِ ام فيهِ افتتان
* * *
أعطني الناي و غنِّ
فالغنا لطفُ الوديعْ
فالغنا لطفُ الوديعْ
وأنين الناي ابقى
من ضعيفٍ و ضليعْ
من ضعيفٍ و ضليعْ
* * *
والظرفُ في الناس تمويهٌ وأبغضهُ
ظرفُ الأولى في فنون الاقتدا مهروا
ظرفُ الأولى في فنون الاقتدا مهروا
من مُعجبٍ بأمورٍ وهو يجهلها
و ليس فيها له نفعٌ ولا ضررُ
و ليس فيها له نفعٌ ولا ضررُ
و من عتيٍّ يرى في نفسهِ ملكاً
في صوتها نغمٌ في لفظها سُوَرُ
في صوتها نغمٌ في لفظها سُوَرُ
و من شموخٍ غدت مرآتهُ فلكاً
و ظلهُ قمراً يزهو و يزدهرُ
و ظلهُ قمراً يزهو و يزدهرُ
* * *
ليس في الغابِ ظريف
ظرفهُ ضعف الضئيلْ
ظرفهُ ضعف الضئيلْ
فالصَّبا و هي...عليل
ما بها سقمُ العليلْ
ما بها سقمُ العليلْ
انّ في الانهار طعماً
مثل طعم السلسبيلْ
مثل طعم السلسبيلْ
و بها هولٌ و عزمٌ
يجرفُ الصلدَ الثقيلْ
يجرفُ الصلدَ الثقيلْ
* * *
أعطني الناي و غنِّ
فالغنا ظرفُ الظريفْ
فالغنا ظرفُ الظريفْ
وأنين الناي ابقى
من رقيق وكثيفْ
من رقيق وكثيفْ
* * *
و الحبُّ في الناس أشكالٌ و أكثرها
كالعشب في الحقل لا زهرٌ ولا ثمرُ
كالعشب في الحقل لا زهرٌ ولا ثمرُ
و أكثرُ الحبِّ مثلُ الراح أيسرهُ
يُرضي و أكثرهُ للمدمنِ الخطرُ
يُرضي و أكثرهُ للمدمنِ الخطرُ
و الحبُّ ان قادتِ الاجسامُ موكبهُ
الى فراش من اللذّات ينتحرُ
الى فراش من اللذّات ينتحرُ
كأنهُ ملكٌ في الأسر معتقلٌ
يأبى الحياة و أعوان له غدروا
يأبى الحياة و أعوان له غدروا
* * *
ليس في الغاب خليعٌ
يدَّعي نُبلَ الغرامْ
يدَّعي نُبلَ الغرامْ
فاذا الثيران خارتْ
لم تقلْ هذا الهيامْ
لم تقلْ هذا الهيامْ
إنَّ حبَّ الناس داءٌ
بين حلمٍ و عظامْ
بين حلمٍ و عظامْ
فاذا ولَّى شبابٌ
يختفي ذاك السقامْ
يختفي ذاك السقامْ
* * *
أعطني النايَ و غنِّ
فالغنا حبٌّ صحيحْ
فالغنا حبٌّ صحيحْ
وأنينُ الناي ابقى
من جميل ومليحْ
من جميل ومليحْ
* * *
وإن لقيتَ محباً هائماً كلفاً
في جوعهِ شبعٌ في وِردهِ الصدرُ
في جوعهِ شبعٌ في وِردهِ الصدرُ
و الناسُ قالوا هوَ المجنونُ ماذا عسى
يبغي من الحبِّ او يرجو فيصطبرُ
يبغي من الحبِّ او يرجو فيصطبرُ
أَفي هوى تلك يستدمي محاجرهُ
و ليس في تلك ما يحلو و يعتبرُ
و ليس في تلك ما يحلو و يعتبرُ
فقلْ همُ البهمُ ماتوا قبل ما وُلدوا
أنَّى دروا كنهَ من يحيي و ما اختبروا
أنَّى دروا كنهَ من يحيي و ما اختبروا
* * *
ليس في الغابات عذلٌ
لا و لا فيها الرقيبْ
لا و لا فيها الرقيبْ
فاذا الغزلانُ جُنّتْ
اذ ترى وجه المغيبْ
اذ ترى وجه المغيبْ
لا يقولُ النسرُ واهاً
إن ذا شيءٌ عجيبْ
إن ذا شيءٌ عجيبْ
إنما العاقل يدعى
عندنا الأمر الغريبْ
عندنا الأمر الغريبْ
* * *
أعطني الناي و غنِّ
فالغنا خيرُ الجنون
فالغنا خيرُ الجنون
و أنين الناي ابقى
من حصيفٍ و رصينْ
من حصيفٍ و رصينْ
* * *
و قل نسينا فخارَ الفاتحينَ و ما
ننسى المجانين حتى يغمر الغمرُ
ننسى المجانين حتى يغمر الغمرُ
قد كان في قلب ذى القرنين مجزرةٌ
و في حشاشةِ قيسِ هيكلٌ وقرُ
و في حشاشةِ قيسِ هيكلٌ وقرُ
ففي انتصارات هذا غلبةٌ خفيتْ
و في انكساراتِ هذا الفوزُ و الظفرُ
و في انكساراتِ هذا الفوزُ و الظفرُ
و الحبُّ في الروح لا في الجسم نعرفهُ
كالخمرِ للوحي لا للسكرِ ينعصرُ
كالخمرِ للوحي لا للسكرِ ينعصرُ
* * *
ليس في الغابات ذِكْرٌ
غير ذكر العاشقينْ
غير ذكر العاشقينْ
فالأُلى سادوا ومادوا
و طغوا في العالمين
و طغوا في العالمين
أصبحوا مثل حروفٍ
في أسامي المجرمينْ
في أسامي المجرمينْ
فالهوى الفضّاح يدعى
عندنا الفتح المبينْ
عندنا الفتح المبينْ
* * *
أعطني الناي و غنّ
و انس ظلم الأقوياء
و انس ظلم الأقوياء
إنما...الزنبق كأسٌ
للندى لا للدماء
للندى لا للدماء
* * *
و ما السعادة في الدنيا سوى شبحٍ
يُرجى فإن صارَ جسماً ملهُ البشرُ
كالنهر يركض نحو السهل مكتدحاً
حتى اذا جاءَهُ يبطي و يعتكرُ
لم يسعد الناسُ الا في تشوُّقهمْ
الى المنيع فان صاروا بهِ فتروا
فإن لقيتَ سعيداً و هو منصرفٌ
عن المنيع فقل في خُلقهِ العبرُ
* * *
ليس في الغاب رجاءٌ
لا و لا فيه المللْ
كيف يرجو الغاب جزءا
وعلى الكل اشتملْ
يُرجى فإن صارَ جسماً ملهُ البشرُ
كالنهر يركض نحو السهل مكتدحاً
حتى اذا جاءَهُ يبطي و يعتكرُ
لم يسعد الناسُ الا في تشوُّقهمْ
الى المنيع فان صاروا بهِ فتروا
فإن لقيتَ سعيداً و هو منصرفٌ
عن المنيع فقل في خُلقهِ العبرُ
* * *
ليس في الغاب رجاءٌ
لا و لا فيه المللْ
كيف يرجو الغاب جزءا
وعلى الكل اشتملْ
* * *
وغايةُ الروح طيَّ الروح قد خفيتْ
فلا المظاهرُ تبديها و لا الصوَرُ
فلا المظاهرُ تبديها و لا الصوَرُ
فذا يقول هي الأرواح إن بلغتْ
حدَّ الكمال تلاشت و انقضى الخبرُ
حدَّ الكمال تلاشت و انقضى الخبرُ
كأنما هي...أثمار إذا نضجتْ
و مرَّتِ الريح يوماً عافها الشجرُ
و مرَّتِ الريح يوماً عافها الشجرُ
و ذا يقول هي الأجسام ان هجعت
لم يبقَ في الروح تهويمٌ و لا سمرُ
لم يبقَ في الروح تهويمٌ و لا سمرُ
كأنما هي ظلٌّ في الغدير إذا
تعكر الماءُ ولّت ومَّحى الاثرُ
تعكر الماءُ ولّت ومَّحى الاثرُ
ضلَّ الجميع فلا الذرَّاتُ في جسدٍ
تُثوى و لا هي في الارواح تحتضرُ
تُثوى و لا هي في الارواح تحتضرُ
فما طوتْ شمألٌ أذيال عاقلةٍ
إلا ومرَّ بها الشرقي فتنتشرُ
إلا ومرَّ بها الشرقي فتنتشرُ
* * *
لم أجدْ في الغاب فرقاً
بين نفس و جسدْ
بين نفس و جسدْ
فالهوا ماءٌ تهادى
و الندى ماءٌ ركدْ
و الندى ماءٌ ركدْ
و الشذا زهرٌ تمادى
.و الثرى زهرٌ .جمدْ
.و الثرى زهرٌ .جمدْ
و ظلالُ الحورِ حورٌ
ظنَّ ليلاً فرقدْ
ظنَّ ليلاً فرقدْ
* * *
أعطني النايَ و غنِّ
فالغنا جسمٌ وروح
فالغنا جسمٌ وروح
وأنينُ الناي ابقى
من غبوق وصبوحْ
من غبوق وصبوحْ
* * *
و الجسمُ للروح رحمٌ تستكنُّ بهِ
حتى البلوغِ فتستعلى و ينغمرُ
حتى البلوغِ فتستعلى و ينغمرُ
فهي الجنينُ وما يوم الحمام سوى
عهدِ المخاض فلا سقطٌ و لا عسرُ
عهدِ المخاض فلا سقطٌ و لا عسرُ
لكن في الناس أشباحاً يلازمها
عقمُ القسيِّ التي ما شدَّها وترُ
عقمُ القسيِّ التي ما شدَّها وترُ
فهي الدخيلةُ والأرواح ما وُلدت
من القفيل و لم يحبل بها المدرُ
من القفيل و لم يحبل بها المدرُ
و كم عَلَى الارض من نبتٍ بلا أَرجٍ
و كم علا الأفقَ غيمٌ ما به مطرُ
و كم علا الأفقَ غيمٌ ما به مطرُ
* * *
ليس في الغاب عقيمٌ
لا و لا فيها الدخيلْ
لا و لا فيها الدخيلْ
إنَّ في التمر نواةً
حفظت سر النخيلْ
حفظت سر النخيلْ
و بقرص الشهد رمزٌ
عن فقير و حقولْ
عن فقير و حقولْ
انما العاقرُ لفظ
صيغ من معنى الخمولْ
صيغ من معنى الخمولْ
* * *
أعطني الناي و غنِّ
فالغنا جسمٌ يسيلْ
فالغنا جسمٌ يسيلْ
و أنينُ الناي أبقى
. من مسوخ و نغولْ
. من مسوخ و نغولْ
* * *
و الموتُ في الأرض لابن الارض خاتمةٌ
و للأثيريّ فهو البدءُ و الظفرُ
و للأثيريّ فهو البدءُ و الظفرُ
فمن يعانق في أحلامهِ سحراً
يبقى و من نامَ كل الليل يندثرُ
يبقى و من نامَ كل الليل يندثرُ
و من يلازمْ ترباً حالَ يقظتهِ
يعانقُ التربَ حتى تخمد الزهرُ
يعانقُ التربَ حتى تخمد الزهرُ
فالموتُ كالبحر , مَنْ خفّت عناصره
يجتازه , و أخو الاثقال ينحدرُ
يجتازه , و أخو الاثقال ينحدرُ
* * *
ليس في الغابات موتٌ
لا و لا فيها القبورْ
لا و لا فيها القبورْ
فاذا نيسان ولىَّ
لم يمتْ معهُ السرورْ
لم يمتْ معهُ السرورْ
إنَّ هولَ الموت وهمٌ
ينثني طيَّ الصدورْ
ينثني طيَّ الصدورْ
فالذي عاش ربيعاً
كالذي عاش الدهورْ
كالذي عاش الدهورْ
* * *
أعطني الناي وغنِّ
فالغنا سرُّ الخلود
فالغنا سرُّ الخلود
و أنين الناي يبقى
.بعد أن يفنى الوجود
.بعد أن يفنى الوجود
* * *
أعطني الناي وغنِّ
وانسَ ما قلتُ و قلتَ
وانسَ ما قلتُ و قلتَ
انما النطقُ هباءٌ
فأفدني ما فعلتَ
فأفدني ما فعلتَ
هل تخذتَ الغاب مثلي
منزلاً دون القصورْ
منزلاً دون القصورْ
فتتبعتَ السواقي
و تسلقتَ الصخورْ
و تسلقتَ الصخورْ
هل تحممتَ بعطرٍ
و تنشفت .بنورْ
و تنشفت .بنورْ
و شربت الفجر خمراً
في كؤُوس من أثيرْ
في كؤُوس من أثيرْ
هل جلست العصر مثلي
.بين جفنات العنبْ
.بين جفنات العنبْ
و العناقيد تدلتْ
كثريات الذهبْ
كثريات الذهبْ
فهي للصادي عيونٌ
و لمن جاع الطعامْ
و لمن جاع الطعامْ
وهي شهدٌ و هي عطرٌ
و لمن شاءَ المدامْ
و لمن شاءَ المدامْ
هل فرشتَ العشب ليلاً
و تلحفتَ الفضا
زاهداً في ما سيأْتي
ناسياً ما قد مضى
و تلحفتَ الفضا
زاهداً في ما سيأْتي
ناسياً ما قد مضى
و سكوت الليل بحرٌ
موجهُ في مسمعكْ
موجهُ في مسمعكْ
وبصدر الليل قلبٌ
خافقٌ في مضجعكْ
ا
خافقٌ في مضجعكْ
ا
أعطني الناي و غنِّ
و انسَ داًْ و دواء
و انسَ داًْ و دواء
إنما...الناس سطورٌ
كتبت...لكن بماء
كتبت...لكن بماء
ليت شعري أي نفعٍ
في اجتماع وزحامْ
في اجتماع وزحامْ
و جدالٍ و ضجيجٍ
واحتجاجٍ وخصامْ
واحتجاجٍ وخصامْ
كلها أنفاق خُلدٍ
و خيوط العنكبوتْ
و خيوط العنكبوتْ
فالذي يحيا بعجزٍ
فهو في بطءٍ يموتْ
* * *
فهو في بطءٍ يموتْ
* * *
العيشُ في الغاب و الأيام لو نُظمت
في قبضتي لغدت في الغاب تنتثرٌ
في قبضتي لغدت في الغاب تنتثرٌ
لكن هو الدهرُ في نفسي له أَربٌ
فكلما رمتُ غاباً قامَ يعتذرُ
فكلما رمتُ غاباً قامَ يعتذرُ
و للتقادير سبلٌ لا تغيرها
و الناس في عجزهم عن قصدهم قصروا
و الناس في عجزهم عن قصدهم قصروا
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)